تعارفت البنات على صفات معينة يبحث عنها الرجل في شريكة الحياة، أولها أن تكون ذات دين وخلق، لايرتفع صوتها في حضرته، تكون معه حملاً وديعاً ومع الآخرين قطة شرسة، جميلة الوجه والقوام -وإن اختلفت معايير الجمال من رجل لآخر- خبيرة في تربية الأولاد، حبوبة.. خفيفة الظل.. تجيد طبيخ يشبه أكل الست الوالدة.
ولكن في هذه الأيام التي انقلبت فيها الموازين فظهرت عنوسة الرجال، ماذا عن مواصفات فتاة أحلام رجل شارف على الخمسين، رجل مضى به قطار العمر وهو مازال ‘يكون نفسه’ ، وهل اختلفت عروسه المنشودة عن فتاة أحلامه وهو في العشرينات..؟
مصرية بنكهة أوروبية
‘خالد’ صاحب شركة سياحية، دائم التباهي بأن عمره الحقيقي 43 سنة رغم أن شكله لا يدل على أنه تجاوز الخامسة والثلاثين، غير أن المشكلة الحقيقية أنه اعتاد التعامل مع الأجانب فلم يعد يستطيع التأقلم مع مواصفات الفتاة الشرقية شكلاً وموضوعاً.
ولأن خالد ‘مش عاوز يتجوز وعينه تزوغ على واحدة تانية’ نجده كلما دخل منزل يبحث عن صورة المجتمع الأوروبي، فلا بد أن تكون الفتاة رشيقة محتفظة بالوزن المثالي، لا ترتدي الحجاب وان ارتدته فتتبع أحدث خطوط الموضة، غير مبذرة بل وتميل للحرص، قليلة الكلام أو بالأحرى عملية فلا مكان للعواطف في دنيا المال، تعمل كي تصرف على نفسها.
وجد خالد في’هديل’ ضالته المنشودة بعد مرورها بفترة اختبار عصيبة ، لكنه وبعد مرور ثلاثة شهور فسخ خطبته لها، لأنها لم تلتزم في وعدها بأن تقلل من وزنها بالشكل الذي يرضيه على الرغم من أنها وبشهادة الجميع تتمتع بقوام مثالي.
عروستي لازم تكون بيضة
‘مهاب’ رجل تجاوز السادسة والأربعين من العمر، في أول لقاء بنهاد التي رشحها له المقربون فوجئت به يصارحها وبكل جرأة بمواصفات شريكة الحياة التي يبحث عنها، والتي اختصرها في أن تكون بيضاء فاقعة الجمال، فقد صبر كثيراً حتى استطاع تكوين نفسه ولابد وأن يعوض سنين العمر الضائعة.
ولأن نهاد جاءتها معلومة السن خاطئة، حيث حرصت والدة العريس على أن يتوقف عمر إبنها على 41 سنة، فقد اعترضت على العريس بمجرد علمها بفارق السن الحقيقي ، لكن وقبل أن تعلن عن ردها كان العريس قد انصرف معترضا على لون بشرتها..! على الرغم من أنها وكما يصفها الجميع جميلة هادئة ذات خلق ودين وخفة ظل وروح تميزها عن كثيرات.
لازم تكون أقل مني
‘معقول بعد العمر ده آخذ واحدة مستواها أعلى مني’، كانت هذه العبارة أول ماتبادر إلى ذهن ‘محسن’ ،موظف البنك الذي ظل يكون نفسه حتى سن 45، حينما أعجب بإحدى زميلاته في العمل، لكنه فوجئ أن مستواها المادي أعلى من مستواه. مما تتسبب في العديد من المشكلات بينهما في فترة التعارف، فمع كل كلمة تنطق بها يتهمها أنها تريد السيطرة عليه، لذا نجده يتعامل معها بتعنت وتعالي ليثبت أنه الأفضل.
من هنا وضع ‘محسن’ شرطا أساسياً في أي فتاة قبل أن يراها وهو أن يكون مستواها المادي أقل من مستواه، وأن تكون بنت كاملة تعرف تحافظ على القرش، فهو لا يقبل أن تعامله زوجته وأسرتها على أنه أقل منهم.
عاقلة حنونة
بينما اشترط المهندس ‘حاتم’، 43سنة، في زوجة المستقبل أن تكون شخصية عاقلة تقدر قيمة الأسرة، تنتمي لأسرة طيبة تعوضه يُتم الأبوين وبعد الإخوة، وفي نفس الوقت تكون صبورة حنونة تمتلك قلبا كبيرا لتعوضه عن سنوات الحرمان.
زوجة تعرف كيف تخفف من حدة توتره وغضبه، تجيد التعامل مع عناده، وتعوضه فترة عزوفه عن الزواج بسبب إنشغاله بتحصيل أعلى الدرجات العلمية، خاصة وأنه كان يراعي الله في التعامل مع زميلاته، ولم يقدم على أي علاقة عاطفية غير مسئولة.
ولأنه يشترط في مقابل كل ذلك النضج أن تكون العروسة صغيرة السن ، أصبح كمن يبحث عن إبرة في كومة قش، واستمر بحثه سنوات وسنوات، وكلما ضاعت سنون عمره في البحث كلما زاد تمسكه بالمواصفات التي بدا من المستحيل أن تجتمع في فتاة إلا في أحلامه.
فوبيا الزواج
من جانبه يؤكد د. هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي جامعة الأزهر، على أن تأخر سن الزواج لم يعد إشكالية تواجهها المرأة فقط بل إنها أيضا إشكالية الرجال، لذلك اختلفت مقاييس الإختيار حسب المرحلة العمرية التي يمر بها الرجل والمرأة.
ويوضح أن أسباب تأخر سن الزواج للرجال تختلف عنها عند النساء، فنجد تحقيق الذات وتوفير الإمكانات المادية في مقدمة هذه الأسباب والتي تؤهله للتقدم لأي فتاة، كما نجد رجل يبحث عن صورة مطابقة لوالدته فهو متعلق بها لدرجة يصعب على أي فتاة تحملها، والبعض لايكون للمرأة مكان في حياتهم من الأساس حتى في صغر سنهم، وهناك من نشأ في أسرة مفككة فنجده يخشى من تكرار التجربة.
وهناك من فقد محبوبته ويظل يبحث عن الإنسانة التي تعوضه عنها، أو صدم في علاقة عاطفية فتكونت لديه صورة سلبية عن المرأة، وآخرون يبحثون عن امرأة يمارس عليها دور سي السيد، وهناك رجل لا يرضى أن يرتبط بإنسانة أعلى منه خاصة في المستوى المادي فيخطئ الإختيار مما يجعله يعاني في مرحلة الخطوبة فيصاب بفوبيا الإقبال على الزواج.
احذروا تأخر زواج الرجال
ويضيف د. بحري هناك مقولة متعارف عليها وهي أن الأم يجب أن تحرص على تزويج ابنها مبكرا وإلا فلن يتزوج، فعندما يعتاد الرجل العيش بلا زوجة حتى يتعدى سن الأربعين نجد أن حياته لا تتأثر بعدم زواجه، فالأم همها الأول تدليله وقضاء كل احتياجاته، والأخوات الفتيات أو زوجة الأخ أيضا يسألن عنه، ويصبح أبناؤهم بمثابة أبناء له، لذا نجد أن أسرته الأصلية تحل محل الزوجة والأبناء.
وبما أن الرجال بشكل عام لايحبون الشعور بالوحدة، نجد كثيرين منهم حتى مع ضعف إمكانياتهم المادية يخطبون أكثر من مرة، وآخرون يحرصون على أن تكون لهم علاقات عاطفية ولو مؤقتة أو غير متكافئة، المهم أن تشغل امرأة حياتهم.
وعلى النقيض نجد بعض الرجال يؤقلمون حياتهم على الاستغناء عن الجانب الأنثوي بالعمل والدراسة والقراءة، وممارسة هوايات متعددة، والخروج مع الأصدقاء، وممارسة الأعمال المنزلية، لذا نجد أن إقبالهم على الزواج يتضاءل كلما تقدم بهم العمر.
وبما أن التطور التكنولوجي له عيوب كما أن له مزايا نجد بعض الرجال بعد سن الأربعين يحرصون على دخول المواقع الالكترونية وتكوين صداقات مع فتيات أصغر منهم سناً، لتفاجأ الفتاة الصغيرة أنها تعلقت نفسياً برجل في سن والدها ، مما يتسبب في العديد من المشكلات الإجتماعية، وفي أفضل الأحوال يكون هذا التعارف بهدف تكوين خلفية عن فتيات الجيل وسبل التواصل مع شريكة العمر فيما بعد.
وأنت إذا كنت تجاوزت الأربعين ..ياترى مواصفات البنت اللي بتحلم بيها واقعية ولا خيالية؟! شارك برأيك
المصدر msn
0 التعليقات:
إرسال تعليق