ويديان
الحب عاطفة تتولد دون استئذان، ولكن قد تتولد تجاه أشخاص نحترمهم ونعتقد أن هذا الاحترام حب وعاطفة. فمع بدايات فترة المراهقة تبدأ البنات في التعلق من طرف واحد بأشخاص يحيطون بهن في حياتهن اليومية؛ وأول من يتعلقن بهم هم أساتذتهم في الدراسة.
مع المرحلة الإعدادية والثانوية، كثيرا ما تجد الطالبات شاردات الذهن في أوقات الحصص الدراسية، متخيلات أن هذا المدرس يهتم بهن اهتماما خاصا دونا عن زملائهن عند تشجعيه لهن للردود على الأسئلة وتحيتهن.
وقد يكون السبب في ذلك فصل مدارس الإناث عن الذكور منذ مراحلهم الدراسية الأولى، فهذا الجنس الآخر لم يختلطن به خارج محيط عائلتهن، وتداهم فترة المراهقة تلك الفتيات فيبدأن في غزل وحكي قصص يرجع معظمها لخيالهن.
يصبح المدرس الذكر، الشاب الذي يُلقي الدعابات لزيادة استيعاب الدروس، محط اهتمام ومركز أحاديث الطالبات ومن منهن لقت اهتماما أكبر دون الباقيات.
ولأن الحكايات تكثر حول زواج بعض الأساتذة من طالباتهم، فتظن كل طالبة أنها التالية في طابور الحكايات المسردة.
وتحكي عبير من القاهرة: أخي مدرس لغة عربية للمرحلة الثانوية، كانت طالباته كثيرا ما يلتفتن حوله عندما علمن أنه أعزب، وتتكاثر التليفونات التي هي في ظاهرها استفسار عن شيء متعلق بالدراسة، ولكن في باطنها اهتمام من الطالبات به بشكل غير مباشر.
ولم يجد أخي غضاضة وقتها في الارتباط بإحدى طالباته، فهو كلاسيكي يريد الارتباط بفتاة لم تمر بتجارب عاطفية كثيرة قبله، وقد كان.
ونجد حتى الأستاذ المدرس المرتبط في بعض الأحيان يسعد بالتفاف الفتيات حوله، وكأنه يريد استرجاع أحاسيس مراهقته أو يتلذذ بالشعور في أنه لازال مرغوبا.
وتمتد خيالات البنات للمرحلة الجامعية، فبعض المحاضرات يُلقيها معيدون شباب، وتبدأ الطالبات في سرد حكايات المعيد الفلاني الذي ارتبط بإحدى الطالبات العام الماضي، وتتمنى كل فتاة أن تصبح بطلة الحكايات القادمة.
وتغزله الحكايات والخيالات وتبدأ الفتيات بالالتزام في حضور محاضرات المعيدين أكثر من التزامهن بحضور محاضرات الأساتذة الكبار، فلعلها بجانب التحصيل العلمي تجد التحصيل الحياتي أيضا.
وكأي ذكر، لا يختلف المعيد الذكر في شيء، فيجد نفسه في اهتمام الفتيات به وبمحاضراته وسباقهن على سؤاله أثناء وبعد المحاضرات؛ وهذا لا يقتصر على الكليات النظرية دون العلمية كما يروي لنا أحد أساتذة الطب، ولكن يقف ذلك عند مرحلة الامتياز.
وتروي لنا شيماء عن معيد الأدب الإنجليزي المحاط بإعجاب زميلاتها، على الرغم من أنها تجده شخصا عاديا، وليس بتلك الوسامة التي تتحاكى عنها الفتيات، ولكنه يسعد بذلك الاهتمام وربما يتبادله مع بعضهن؛ على الرغم من أنه متزوج من معيدة بنفس الكلية وتغار عليه بسبب ما تراه من الطالبات. ولكن يقع عليه العبء الأكبر بسبب تجاوبه.
تلك الخيالات وهذا الإعجاب ينبعان عن فراغ عاطفي لدى تلك الطالبات في فترات حرجة من حياتهن. فعلى كل فتاة إدراك التغييرات العاطفية والجسمانية الطارئة عليها في تلك الفترات وتحديد أولوياتها وحدودها في التعامل مع الجنس الآخر ووضع حدود الاحترام مع مدرسيها قبل كل شيء.
المصدر msn
0 التعليقات:
إرسال تعليق