قد تكون هناك اختلافات كبيرة بين شخصيتك وشخصية زوجك. أولها الاختلافات الطبيعية نتيجة كونك أنثى وكونه رجلاً. ثم تأتي حقيقة أنكما نشأتما في منزلين مختلفين يتبعان قواعد مختلفة ولهما توقعات متباينة. أضيفي إلى ذلك الضغط الناتج عن رعاية طفل صغير وأنك لديك وصفة للتغلب على صعوبات التواصل. وإليكِ بعض النصائح التي ستجعلكما حريصين على الإصغاء لبعضكما البعض.
التواصل المستمر
بيّن أحد الأبحاث أن القدرة على الحديث أثناء حدوث المشكلات يعد من الأمور الحاسمة في نجاح علاقات الزواج على المدى البعيد – بل هي تتفوق على الحب في ذلك. فرغم كل شيء، يمكن أن يتلاشى الحب سريعًا في المنزل الذي يتجادل فيه الزوجان طوال الوقت. وبينت إحدى الدراسات، التي تابعت عددًا من الأزواج على مدار ست سنوات، أن أفضل مؤشر لاستمرارية الزواج ليس مدى سعادة المخطوبين قبل الزواج ولكن مدى كفاءتهم في التواصل مع بعضهم البعض.
تقول مستشارة العلاقات الزوجية والأسرية Ian Kerner, مؤلفة كتاب Love in the Time of Colic “تميل المرأة إلى إخفاء مشاعرها بينما يقوم الرجل بالتعبير عن مشاعره بكل وضوح. “ولكن كلا السلوكين ضارٌ بالصحة ويمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأمراض القلب.” ولكن إذا استطعتما الوصول إلى إطار للتعبير عن مشاعركما – حالما تحدث وليس بعد أسبوعين – فسيمكنكما تجنب الشعور بالضيق، ولو قليلاً، وستبدآن العيش معًا وتستمتعان بقدر أكبر من التوافق.
تقول Kerner “فكري في طريقة حديثك عما تشعريه به بحيث لا يبدو الأمر وكأنه هجوم على زوجك”. “ثم اطلبي من زوجك أن يدلو بدلوه في حل المشكلة”. اطرحي عليه أسئلةً عن السلوكيات التي تضايقكِ، بحيث يمكنكما تحليلها معًا والتوصل إلى حل”. ثم الجئي إلى المزاح. فالابتسامة والضحك تُطلقان المواد الكيميائية المسؤولة عن السعادة في المخ.
استيعاب الحديث
تقول Lou Paget مستشارة العلاقات الزوجية ومؤلف كتاب TheGreat Lover Playbook، إن أفضل طريقة لتحسين التواصل الجيد بين الزوجين هي الإصغاء دون التفكير فيما ستجيب به.
قد يبدو الأمر مصطنعًا، ولكن يتفق الخبراء على أهمية تكرار أو تحليل ما يقوله الزوج قبل الرد عليه في نجاح التواصل بين الزوجين. اضبطي المؤقت على ثلاث دقائق واطلبي من زوجك أن يعبر عن أفكاره. ثم أعيدي عليه ما قال مع تحليله، ثم اضبطي المؤقت على دقائق ثلاث أخرى وتحدثي أنتِ.
من المؤكد أنكما ستبدوان كاثنين من الأطباء النفسيين اللذين يحاولان التحدث حديثًا طبيعيًا (“لقد سمعت تقول …..”)، ولكنكما ستكونان مؤهلين لتلبية احتياجات بعضكما البعض بطريقة أفضل. وبمرور الوقت ستصبح المسألة هذه أمرًا طبيعيًا وستتمكنان من التخلي عن خطوة ضبط المؤقت.
التركيز على النواحي الإيجابية
تقول Kerner “تعد القدرة على التعبير عن المشاعر الإيجابية من الأمور الفاصلة بين الزيجات الناجحة والفاشلة.” “ينبغي أن تكون نسبة العبارات الإيجابية 5 إلى 1 من العبارات السلبية حتى تسير المناقشة جيدًا.”
إذا كان أسلوبك في التواصل أسلوبًا سلبيًا يقوم في معظمه على الاتهامات والضجر (“أنت لا تلقِ القمامة أبدًا”)، ابدئي في إعادة صياغة الكلمات لتشتمل على عبارات إيجابية وطلبات (“أريدك أن تلقي القمامة من فضلك”). فطلب ما تريدين بطريقة إيجابية هو سر الحصول عليه، لا سيما عندما تتحدثين إلى الرجل. فالرجال يجتهدون لإسعاد نسائهم؛ لذا إذا بدأتِ بقول ما تريدين، فأنتِ تقدمين له المعلومة التي يحتاجها لإسعادك. وهنا لن يحتاج إلى التخمين.
الأمر الأكثر أهمية أن تعبري عن حبكِ له وهيامكِ به وامتنانك له عندما يكون الجو صافيًا – ولتفعلي ذلك كل يوم. وتقترح Paget “اختاري الوقت المناسب أثناء اليوم لتتحدثي مع زوجك.” فقط أخبريه أنك تحبينه أو أنك تتمنين له يومًا سعيدًا.
التواصل باللمس
لمسة جريئة، نظرة تقدير، ابتسامة رقيقة: حركات بسيطة تفعل ما لا تفعله مئات الكلمات. فهناك شخص وحيد في هذا العالم يمكنه أن يأتي إليك ويقبلك ويضمك إلى صدره. فتلك اللمسة الجريئة ستجعل الأمر سهلاً جدًا. تقول Paget “الرسالة التي تودين إبلاغه بها بهذه اللمسة أنكما متواصلان”.
لا تعتمدي على وسائل الاتصال الإلكترونية. فتقول Paget “إن إرسال الرسائل القصيرة والرسائل الإلكترونية تفيد إذا ما كنتِ تصفين لشخص طريق الوصول إلى أحد المطاعم، ولكنها لا تفيد إذا كنت تصفين له الطريق إلى قلبك”. “فعندما تنظرين لزوجكِ ووجهكِ في وجهه، ستتمكنين من ملاحظة جميع الاختلافات في لغة جسده وستسمعين نبرة صوته”.
المصدر msn
0 التعليقات:
إرسال تعليق